منتدي مدينة الحاج يوسف

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    انثى بطعم النيل

    avatar
    يوسف الشلع


    عدد الرسائل : 12
    السكن : الاسكان الشعبي
    مكان الاقامة : السعوديه- الخبر
    تاريخ التسجيل : 17/11/2007

    انثى بطعم النيل Empty انثى بطعم النيل

    مُساهمة من طرف يوسف الشلع الأربعاء 28 نوفمبر - 16:16



    كان إسمها..
    عشقتها بصبابة ألف رجل , , كان وجهها يحل علي كالرحمه .
    كان الأمر في البداية نوع من الهوى العادي الذي تحول إلى وله ..
    كانت تطل عليً من صوت مصطفى سيد احمد وابوعركي(اضحكي) ومن دروب الشوارع
    الخرطوميه في وسط البلد . وكانت أحلامي تتعلق بجسدها الأسمر وشعرها المفكوك ( او المعمول كعكه ) .
    كانت أطول مشاويري , وسيرتها , كانت , أحب سيره إلى الروح ..
    كان تنضح عن جسدها رائحة لم تغادرني .
    وكان صوتها حين تغني لبلابه تتسلق روحي لترمي بخواتيم الأغاني في القلب ..
    أبحرت في دمي جنوباً بمراكبها الأبنوس ..
    سكنتني كما لم يسكنني أحد .
    ولا أعرف الآن من أين جاءت البنت بكل هذا السحر ...
    مذ أول يوم رأيتها , أدمنتها .
    صرت ألملم رمل خطواتها من على الشارع , وأحن إليها .
    أحببتها بعزم وقوة وقلة حيله .
    حضورها البهي كلفني عمري , وأمامها كانت تضيع كل ملامحي ورجولاتي .
    أمامها وعندها كنت أتحول لولد صغير يتعلق بها وبفساتينها الهندية الستان .
    كلما لاقيتها فتنتني أكثر,وسحبتني تجاهها أكثر,إذ كان في أنوثتها دربه وحصافه,أنوثه عاليه ومجيده ترهق القلب .
    (….
    بنتاً على مقاس قلب شاعر صغير : جسد مطلي بالكاكاو , وجه نوبي , شعرتفرقت خصله بين القبائل , وضحكه تصفق لها الملائكه والعشرة المقربون . . كذا كانبالبنت ولعٌ بالغناء وحب للكتابه وقلب متحوف بالهزائم الخفيفه..)..
    كانت جعليه من شندي وفي معمارها الجسدي أسانيد جنوبيه , وكان في روحها توقيت خاص يحن إلى شمال البحر ..
    كنت أحب وصوت ليلى والكتابة عن ليلى والمشي مع ليلى .
    وكنت حين اشوفها ينفرط عقدي ويسيب جسمي ..
    تسألني : ساكت ليه يا ولد ؟
    فأرد : انتي عارفه لمن بشوفك بتخطف وما بعرف أتكلم .
    قتقول لي : ما هو ده الحب يا حمار ..
    ثم تمسح على رأسي وتغني لي أغنيه منومه .

    أنتظرتها كثيراً عند ميدان "ابوجنزير", (دائماً ما كانت تأتي من ناحية " ;كلوزيوم " تعتذر عن التأخير , وما علمت أني إنتظرتهاالعمر كله ..) ..
    حضورها كان باذخاً و مشحوناً,إذ تأتي , , في كامل نضرتها وسمرتها وأغانيها , على كتفها حقيبه من جلد.. وكانت تتبعها الرياحين .
    حين نمشي سوياً , كانت تبعثر على المشوار ثرثرة ونكات .
    (
    وكنت أضحك بقلب العاشق ) .
    تسألني عن الكتب التي قرأتها وتغني في همس حالما أبدأ الحديث .
    ..........................
    ..........................
    الآن يا ليلى , توحشيني كما لم تفعلي من قبل , وتسكنيني كما لم تفعلي من قبل ..
    الآن تعبرني الصور والأحداث والتفاصيل و أتذكر الكثير و أفتقدك أكثر ..
    منذ ذلك المساء في العام 1990 على مشارف ميدان ابوجنزير , واغسطس يبوح الى المدينه بمطر خفيف,منذ ذلك المساء تسرب إلي من تجاهك شيء غامض وعجيب وله رائحه في الروح أشبه بالنعناع,كنت أجدني متلبساً , فرحاً بقدومك أو رؤياك صدفه في مكان أو رصيف ,
    وكانت تأخذني قدماي إالى حيث أعرف أنك ستكونين موجوده, . لم تكني متاحه في مجالس الأصدقاء وليالي الخمر والعزائم المنزليه ،،،، كان حضورك عزيزاًَ الآن أذكر وجهك .. كان جميلاً جداً وفي غاية البهاء , وفي عيونك كان يلمع حزن خفيف .
    وبرغم تجوالي المفرط في بلاد الله وبقدر ما رأيت من سحن ووجوه فأني لم أر مثل ذلك اللون الذي يرتاح على جسدك الأحلى ... تلك السمره الخفيفه الملاوعه , سمره تلاغي الضوء وتناوشه ..
    كنت أتابعك وأتتبعك بشغف , ولسنوات ..
    وكنت تكبرين في داخلي , وكان إحتياجي لك يكبر , وشوقي يكبر , ومن يومها,
    عرفت معنى وحس أن يعشق رجل إمرأه .. عرفت ذلك الشيء القوي الذي يسمونه الوله .
    عشت بعدها لسنوات أصابني فيها الكثير وأصبت فيها الكثير , وكان حظي لا يفارقني ,
    فتسير الأحداث كما أحب , وتغيرت الدنيا وتحولت إختفى من الساحه ناس وإحتل الساحه آخرون ..
    سكنت هنا وهناك . وترنحت بين بلدين .
    كان وجهك هو ظلي الذي يتبعني في كل مكان , وكان عشقك الشيء الوحيد الذي يتواصل ويتراكم
    طوال الوقت ,
    كان عشقك تميمتي .
    مرت أعوام , منذ تلك الوهله التي خطفتني فيها عيونك في غفله من الدنيا .
    لا أذكر أن أنثى أسرتني وشدتني إليها بهذه الصوره العجيبه والملحه يا ليلى .
    كنت أود أن أحكي لك حكاية متماسكه عن الحب والغرام الذي يعتريني , سوى أني كعادة العاشقين تهت ,
    وضاعت مفاتيحي ..
    أذكر الآن كيف كنت أقف مشدوهاً أمامك ,تبارك الله,هذه العيون الحيه , والوجه ..
    وجسدك , ذلك الساحر ..
    أذكر كيف كان صوتك يأتي بروحي من طراطيفها .. أكثر صوت أحبه في الدنيا .. ) . أفكارك المبعثره وكلماتك وقصصك المليئه بتفاصيل التفاصيل ..
    خواتمك , أقراطك , قلاداتك , و ألوان ملابسك ... وقعت في غرام كل ما يتعلق بك ويتدلى عنك يا صبيه .

    سوى انها الدنيا وتصاريفها..


      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 27 أبريل - 1:13