كان إسمها..
عشقتها بصبابة ألف رجل , , كان وجهها يحل علي كالرحمه .
كان الأمر في البداية نوع من الهوى العادي الذي تحول إلى وله ..
كانت تطل عليً من صوت مصطفى سيد احمد وابوعركي(اضحكي) ومن دروب الشوارع
الخرطوميه في وسط البلد . وكانت أحلامي تتعلق بجسدها الأسمر وشعرها المفكوك ( او المعمول كعكه ) .
كانت أطول مشاويري , وسيرتها , كانت , أحب سيره إلى الروح ..
كان تنضح عن جسدها رائحة لم تغادرني .
وكان صوتها حين تغني لبلابه تتسلق روحي لترمي بخواتيم الأغاني في القلب ..
أبحرت في دمي جنوباً بمراكبها الأبنوس ..
سكنتني كما لم يسكنني أحد .
ولا أعرف الآن من أين جاءت البنت بكل هذا السحر ...
مذ أول يوم رأيتها , أدمنتها .
صرت ألملم رمل خطواتها من على الشارع , وأحن إليها .
أحببتها بعزم وقوة وقلة حيله .
حضورها البهي كلفني عمري , وأمامها كانت تضيع كل ملامحي ورجولاتي .
أمامها وعندها كنت أتحول لولد صغير يتعلق بها وبفساتينها الهندية الستان .
كلما لاقيتها فتنتني أكثر,وسحبتني تجاهها أكثر,إذ كان في أنوثتها دربه وحصافه,أنوثه عاليه ومجيده ترهق القلب .
(…. بنتاً على مقاس قلب شاعر صغير : جسد مطلي بالكاكاو , وجه نوبي , شعرتفرقت خصله بين القبائل , وضحكه تصفق لها الملائكه والعشرة المقربون . . كذا كانبالبنت ولعٌ بالغناء وحب للكتابه وقلب متحوف بالهزائم الخفيفه..)..
كانت جعليه من شندي وفي معمارها الجسدي أسانيد جنوبيه , وكان في روحها توقيت خاص يحن إلى شمال البحر ..
كنت أحب وصوت ليلى والكتابة عن ليلى والمشي مع ليلى .
وكنت حين اشوفها ينفرط عقدي ويسيب جسمي ..
تسألني : ساكت ليه يا ولد ؟
فأرد : انتي عارفه لمن بشوفك بتخطف وما بعرف أتكلم .
قتقول لي : ما هو ده الحب يا حمار ..
ثم تمسح على رأسي وتغني لي أغنيه منومه .
أنتظرتها كثيراً عند ميدان "ابوجنزير", (دائماً ما كانت تأتي من ناحية " ;كلوزيوم " تعتذر عن التأخير , وما علمت أني إنتظرتهاالعمر كله ..) ..
حضورها كان باذخاً و مشحوناً,إذ تأتي , , في كامل نضرتها وسمرتها وأغانيها , على كتفها حقيبه من جلد.. وكانت تتبعها الرياحين .
حين نمشي سوياً , كانت تبعثر على المشوار ثرثرة ونكات .
( وكنت أضحك بقلب العاشق ) .
تسألني عن الكتب التي قرأتها وتغني في همس حالما أبدأ الحديث .
..........................
..........................
الآن يا ليلى , توحشيني كما لم تفعلي من قبل , وتسكنيني كما لم تفعلي من قبل ..
الآن تعبرني الصور والأحداث والتفاصيل و أتذكر الكثير و أفتقدك أكثر ..
منذ ذلك المساء في العام 1990 على مشارف ميدان ابوجنزير , واغسطس يبوح الى المدينه بمطر خفيف,منذ ذلك المساء تسرب إلي من تجاهك شيء غامض وعجيب وله رائحه في الروح أشبه بالنعناع,كنت أجدني متلبساً , فرحاً بقدومك أو رؤياك صدفه في مكان أو رصيف ,
وكانت تأخذني قدماي إالى حيث أعرف أنك ستكونين موجوده, . لم تكني متاحه في مجالس الأصدقاء وليالي الخمر والعزائم المنزليه ،،،، كان حضورك عزيزاًَ الآن أذكر وجهك .. كان جميلاً جداً وفي غاية البهاء , وفي عيونك كان يلمع حزن خفيف .
وبرغم تجوالي المفرط في بلاد الله وبقدر ما رأيت من سحن ووجوه فأني لم أر مثل ذلك اللون الذي يرتاح على جسدك الأحلى ... تلك السمره الخفيفه الملاوعه , سمره تلاغي الضوء وتناوشه ..
كنت أتابعك وأتتبعك بشغف , ولسنوات ..
وكنت تكبرين في داخلي , وكان إحتياجي لك يكبر , وشوقي يكبر , ومن يومها,
عرفت معنى وحس أن يعشق رجل إمرأه .. عرفت ذلك الشيء القوي الذي يسمونه الوله .
عشت بعدها لسنوات أصابني فيها الكثير وأصبت فيها الكثير , وكان حظي لا يفارقني ,
فتسير الأحداث كما أحب , وتغيرت الدنيا وتحولت إختفى من الساحه ناس وإحتل الساحه آخرون ..
سكنت هنا وهناك . وترنحت بين بلدين .
كان وجهك هو ظلي الذي يتبعني في كل مكان , وكان عشقك الشيء الوحيد الذي يتواصل ويتراكم
طوال الوقت ,
كان عشقك تميمتي .
مرت أعوام , منذ تلك الوهله التي خطفتني فيها عيونك في غفله من الدنيا .
لا أذكر أن أنثى أسرتني وشدتني إليها بهذه الصوره العجيبه والملحه يا ليلى .
كنت أود أن أحكي لك حكاية متماسكه عن الحب والغرام الذي يعتريني , سوى أني كعادة العاشقين تهت ,
وضاعت مفاتيحي ..
أذكر الآن كيف كنت أقف مشدوهاً أمامك ,تبارك الله,هذه العيون الحيه , والوجه ..
وجسدك , ذلك الساحر ..
أذكر كيف كان صوتك يأتي بروحي من طراطيفها .. أكثر صوت أحبه في الدنيا .. ) . أفكارك المبعثره وكلماتك وقصصك المليئه بتفاصيل التفاصيل ..
خواتمك , أقراطك , قلاداتك , و ألوان ملابسك ... وقعت في غرام كل ما يتعلق بك ويتدلى عنك يا صبيه .
سوى انها الدنيا وتصاريفها..