لعنة الفراعنة.. حقيقة أم خيال؟إن الهوس باقتناء الآثار الفرعونية.. عن طريق الشراء أو السرقة أعقبه الكثير من الروايات عن الأرواح الشريرة والنحس والتشاؤم.. وكلها كانت مادة خصبة لخيال الروائيين والسينمائيين.
أول حادثة ارتبطت بلعنة الفراعنة كانت عام 1699 عندما اشترى أحد تجار الآثار الأوروبيين اثنتين من المومياوات المصرية وحملها معه في باخرة إلى أوروبا وفي عرض البحر المتوسط هبت عاصفة شديدة أغرقت الباخرة وأغلب من عليها فظن التاجر أن سبب هذه المحنة التي تعرضت لها الباخرة هو المومياوتان المصريتان اللتان استدعتا الأرواح لتقلبا الباخرة.
هذه القصة كانت من وحي خيال الكاتب الفرنسي “لويس بنشييه” وتعتبر أقدم قصة خيالية حول المومياوات المصرية. واعتبارا من عام 1856 توالت القصص التي جعلت أبطالها مومياوات مصرية ودارت حول لعناتها وغموضها.
ومن أشهر القصص غير الواقعية محاولة تبرير غرق السفينة الشهيرة تيتانيك عام1921 بوجود مومياء مصرية على سطحها وقت الغرق، وهي نفس المومياء الموجودة في المتحف البريطاني تحت رقم 22542 بل إن الكنديين أكدوا صحة هذه الأسطورة. والغريب أن المومياء المقصودة ليست جسدا ولا مومياء وإنما هي غطاء خشبي ملون كان موجودا على تابوت لكاهنة من الأقصر غير معروف اسمها وترجع للقرن الحادي عشر قبل الميلاد، ولا يزال بعض البريطانيين يخافون من لمس هذا الغطاء أو الاقتراب منه خوفا من اللعنة والحظ السيئ.
طوبات اللعنة
هناك ما يسمى بـ”طوبات اللعنة” التي تهدف أيضا لحماية صاحب المقبرة وهي عبارة عن أربعة قوالب من الطوب اللبن توضع فوقها تماثيل تصور صاحب المقبرة في وضع أوزيري أي وضع الذراعين متقاطعين على الصدر وهو وضع شاع عن “أوزوريس” وتوزع القوالب الأربعة على أركان حجرة الدفن وعثر علي مثيلها في مقبرة الكاهنة الطبيبة “حنوت حيت” وعلى كل قالب سجل الآتي: “أنت يا من جئت لتسرق لن أسمح لك أن تسرق فأنا حامي المرحومة حنوت حيت”، ويبدو من ذلك أن سوء فهم هذا النص هو الذي أوحى للرواية والسينما بهذه الأفكار، ولم تكن نصوص اللعنة عند القدماء إلا لإخافة اللصوص.
وتمر الأيام، وفي القرن العشرين جاء “هوارد كارتر” بدعم من اللورد “كارنارفون” … واكتشف مقبرة “توت عنخ آمون” بعد 3000 سنة من موته… وذلك بعد أن استمر بحثه 5 سنوات كاملة لاكتشاف مكان قبر هذا الملك… لكن ماذا حدث له، ولمن ساعده في اكتشاف المقبرة؟ هل هي فعلا لعنة الفراعنة؟
نبتدي منين الحكاية؟
بدأت الشائعات حول لعنة الفراعنة بعد نقل كل محتويات القبر إلى متحف القاهرة حيث اعتقد أغلب الأشخاص ومن بينهم علماء الآثار الذين شاركوا في اكتشاف حضارات الفراعنة أن كهنة مصر القدماء قد صبوا لعنتهم على أي شخص يحاول نقل تلك الآثار من مكانها، وكان السبب في هذا الاعتقاد هو هبوب عاصفة رملية شديدة للغاية ثارت حول قبر توت عنخ آمون في ذلك اليوم من سنة 1922، ثم شوهد صقر يرفرف فوق المنطقة في نفس وقت فتح القبر، والصقر هو أحد الرموز المقدسة لدى الفراعنة.
بعد 5 أيام من فتح القبر لسعت باعوضة اللورد “كارنارفون” وهو عائد من عمله في القبر فالتهبت اللسعة ومات “كارنارفون” في فندق القاهرة، وانقطعت الكهرباء عن القاهرة كلها بشكل غامض في لحظة موته.
وخلال عشر سنوات مات عشرون شخصا تقريبا من الذين اشتركوا في عملية فتح المقبرة وأغلبهم مات بطريقة غير طبيعية كالجنون أو الانتحار.
وفي عام 1966 طلب من أحد مفتشي الآثار المصريين أن يرسل بعض الكنوز المستخرجة من القبر إلى باريس للعرض فحلم أن شيئا مريعا سيحدث إذا ترك الآثار تذهب.
حاول أن يوقف تلك العملية، لكن دون فائدة، وبعد آخر جلسة تم رفض طلبه فيها مشى المفتش إلى منزله فدهسته إحدى السيارات ومات.
ولكن
رغم كل هذه الحوادث إلا أن المسئول الرئيسي عن فتح القبر وهو “كارتر”… لم يحدث له أي شيء غريب حيث عاش إلى أن بلغ عمره 66 سنة ثم مات موتا طبيعيا.
وكذلك أحد الأشخاص المصريين نام في القبر ليلة اكتشافه لكي يبعد أي متطفل ولم يحدث له أي شيء.
فهل هناك بالفعل شيء اسمه لعنة الفراعنة أم هو مجرد تخيلات لبعض العلماء؟
الحقيقة فين؟
الكل يعلم أن المصريين القدماء توصلوا إلى مستويات عليا راقية في علوم الكيمياء والطب والجراحة والصيدلة والبيولوجي وطبيعة المواد والهندسة والفلك والرياضيات واللغات، وغيرها من العلوم المتقدمة. بل إنهم توصلوا إلى أسرار علمية لا نزال نلهث وراءها في كافة الأوساط العلمية مثل أسرار علم التحنيط وحفظ المواد وغيرها. فمثلا.. قليل من الناس هم الذين يعرفون أن قدماء المصريين توصلوا إلى علم الطلاء الكهربي وصنع البطاريات السائلة واستخدموها في طلاء مشغولاتهم الذهبية والفضية وحليهم ومجوهراتهم بمختلف أنواع الطلاء المعدني الكهربي! كما استخدموها في طلاء ألواح النحاس بطبقة كثيفة من الذهب لعكس ضوء الشمس من بعض منشآتهم المعمارية كرءوس المسلات وغيرها.. وكان كل ذلك ناتجا عن تقدمهم المهول في علوم الكيمياء.
ومن الكيمياء استطاع المصريون القدماء استنباط أنواع شديدة الفتك من السموم.. سواء السموم ذات المصدر الحيواني مثل سموم الأفاعي والعقارب والحشرات والزواحف السامة.. أو السموم ذات المصدر النباتي مثل الأعشاب السامة.. أو المواد الحارقة أو الأحماض أو المواد المنتجة للغازات أو الماصة للأكسجين، أو بعض المواد الإشعاعية أو الفوسفورية عالية التركيز المستخلصة من بعض الحيوانات أو الأسماك أو المعادن. لذلك فقد يكون السر في تلك الحوادث العجيبة هو ما توصل له المصريون القدماء من علوم لم نستطع اكتشاف معظمها حتى الآن مثل:
التحنيط
علم التحنيط هو نموذج مثالي لتطبيق بعض أسرار تلك العلوم المصرية القديمة.. ومعنى كلمة التحنيط أنه يجب قـتـل جميع الكائنات الحية والميكروبات والبكتريا داخل المومياء وداخل تابوت الحفظ ثم داخل غرفة الدفن ذاتها، وهو ما نجح فيه المصريون القدماء.. وهذا لا يتأتي إلا بالتجفيف التام وإحراق أي كمية للأكسجين ولو كانت ضئيلة للغاية داخل التابوت. استخدم المصريون القدماء لهذا الغرض مستحضرات كيمائية وغازية وإشعاعية غاية في التطور وإن كانت مستخلصة من مصادر بيئية بسيطة ومعروفة، وهو ما نسميه الآن بالتقنية العلمية أو التكنولوجيا!
وأشهر حوادث لعنة الفراعنة المسجلة والموثقة توثيقا علميا دقيقا والمرتبطة بالتحنيط، هو ما حدث في حوالي منتصف الستينيات من القرن الماضي عندما قامت المخابرات الروسية بتكليف مجموعة من العلماء العسكريين الروس بفتح بعض التوابيت الفرعونية التي لم تفتح من قبل والتي تم اكتشافها في محيط منطقة أهرامات الجيزة اعتقادا منهم أنها تحتوي على أجساد وجثامين فضائيين أو رواد فضاء هبطوا إلى الأرض في عصور سحيقة وتم تحنيطهم بعد وفاتهم.
قام العلماء الروس بالاستعانة ببعض من ضباطهم وجنودهم بفتح أول تابوت داخل غرفة الدفن العميقة لعدم قدرة الأوناش على الهبوط إلى الممرات الضيقة تحت الأرض ولثـقـل هذه التوابيت التي يصل بعضها إلى عشرات الأطنان.. وكانت المفاجأة الكبرى عندما فقد جميع الحضور وعيهم داخل غرفة الدفن مع الصريخ والاستغاثة مما دفع بعض ضباط المخابرات الروس إلى الاستعانة ببعض خبرائهم في الحرب الكيماوية الذين سارعوا بالدخول إلى الغرفة مرتدين حللا وكمامات واقية من الإشعاعات والغازات، وتم نقل المصابين إلى مستشفياتهم في حالة سيئة ومتدهورة للغاية ولم يعرف مصيرهم بعد ذلك!
بعد ذلك قرر العلماء الروس تكرار التجربة في تابوت آخر مع أخذ كافة الاحتياطات اللازمة للوقاية من الإشعاعات والغازات وتجهيز أجهزة علمية غاية في التقدم لقياس وتصوير مستويات الإشعاعات والغازات المنبعثة من التابوت.. وكانت المفاجأة الثانية عندما.. صوروا.. وسجلوا.. بأشعة إكس والأشعة تحت الحمراء وعدادات جايجر وغيرها من أجهزة القياس المتطورة انبعاثا إشعاعيا وغازيا وحراريا شديدا من التابوت بمجرد فتحه لدرجة أن العلماء تراجعوا للخلف بشدة رغم ارتدائهم الملابس الواقية الثقيلة، وقد تم تسجيل كل ذلك في فيلم وثائقي أذيعت أجزاء ضئيلة منه في بعض الفضائيات العالمية.
هذا بالإضافة إلى أن بعض العلماء والأطباء المصريين أصدروا ونشروا أبحاثا في القرن الماضي ذكروا فيها أنهم سجلوا بعض الإشعاعات الثقيلة المنبعثة من بعض المومياوات الفرعونية المحنطة بمستويات مختلفة الشدة.. ولكن ليس من جميعها.
هذا يعطينا فكرة أنه لابد وأن هذه الإشعاعات كانت قوية للغاية وقاتلة عندما فتحت هذه التوابيت لأول مرة في عصور سابقة، وأنه لابد وأن تكون قد حدثت حوادث موت أو مرض شديد لكثير من الأشخاص الذين قاموا بفتح هذه التوابيت لأول مرة غير مدركين لطبيعة هذه الإشعاعات وغير متخذين لأية احتياطات وقائية كما رأينا في التجربة الروسية الأولى!
من هنا أدرك البعض أن هناك لعنة حقيقية للفراعنة وأنها مؤثرة وقد تناقلتها الألسنة عبر مرور الزمن.
السموم
نجح المصريون القدماء في إنتاج بعض أنواع السموم سريعة المفعول وشديدة الفتك.. فمثلا نجدهم قد اكتشفوا أن سم حية الطريشة المصرية يستطيع أن يقتل رجلا بالغا قويا في خلال خمس ثوان على الأكثر.. وأن بخة واحدة من سم حية الكوبرا تستطيع أن تقتل أسدا بالغا قويا خلال خمس عشرة ثانية فقط! وهم يذكرون في بعض نصوصهم أنهم استطاعوا استخلاص سموم هذه الأفاعي شديدة الفتك بالإضافة إلى سموم العقارب وغيرها من الحشرات والنباتات السامة.. ومما لا شك فيه أنهم استطاعوا توظيف هذه السموم في وقاية مجوهراتهم وممتلكاتهم المحفوظة في قبورهم مما نتج عنه مصرع العديد من لصوص المقابر في العصور السحيقة التي تمتد لأكثر بكثير من عشرة آلاف عام! من هنا نجد أيضا أن أحاديث لعنة الفراعنة لا بد وأنها تستند إلى وقائع محددة وقعت لكثير من الأشخاص لكنها لم تسجل أو توثق توثيقا علميا دقيقا.
ففي أوروبا.. على سبيل المثال…. نجد أن هناك مئات من الحالات غير المسجلة قام فيها أصحابها بالتخلص مما لديهم من التحف والمجوهرات المصرية الفرعونية ببيعها إلى المتاحف المتخصصة بعدما اكتشفوا أنها تتسبب في أمراض جلدية والتهابات شديدة كما أنها تتسبب في حوادث أخرى غامضة تؤدي إلى الموت أحيانا دون سبب منطقي! واكتشف الجميع أن أفضل طريقة للاحتفاظ بكل هذه التحف هي إما تخزينها في غرف خاصة أو حفظها داخل دواليب زجاجية للعرض فقط ولكن ليس بغرض الاستعمال!
ففكرة “اللعنة” تحولت في أذهان الناس وفي كتابات كثيرة إلى مادة خصبة جدا للحكايات المشوقة والطريفة بل و”المخيفة” وهذا طبعا من الممكن أن يكون بسبب حب الإنسان لطرق المجهول مع خوفه منه، وربما يكون لضخامة إنجازات الحضارة المصرية القديمة التي لا تزال تدهشنا بسحرها وغموضها. فاللعنة الفرعونية تجمع بين وقائع لها جذور وأسباب قابلة للتفسير وبين الخيال الدرامي والشعبي الخصب.
فبعض الظواهر التي لا تزال تطرح علامات استفهام، قد نجد لها إجابة في المستقبل، وقد يجد هذه الإجابة أبناؤنا أو أحفادنا.. وقد لا يجدها أحد… من يدري؟!!
أول حادثة ارتبطت بلعنة الفراعنة كانت عام 1699 عندما اشترى أحد تجار الآثار الأوروبيين اثنتين من المومياوات المصرية وحملها معه في باخرة إلى أوروبا وفي عرض البحر المتوسط هبت عاصفة شديدة أغرقت الباخرة وأغلب من عليها فظن التاجر أن سبب هذه المحنة التي تعرضت لها الباخرة هو المومياوتان المصريتان اللتان استدعتا الأرواح لتقلبا الباخرة.
هذه القصة كانت من وحي خيال الكاتب الفرنسي “لويس بنشييه” وتعتبر أقدم قصة خيالية حول المومياوات المصرية. واعتبارا من عام 1856 توالت القصص التي جعلت أبطالها مومياوات مصرية ودارت حول لعناتها وغموضها.
ومن أشهر القصص غير الواقعية محاولة تبرير غرق السفينة الشهيرة تيتانيك عام1921 بوجود مومياء مصرية على سطحها وقت الغرق، وهي نفس المومياء الموجودة في المتحف البريطاني تحت رقم 22542 بل إن الكنديين أكدوا صحة هذه الأسطورة. والغريب أن المومياء المقصودة ليست جسدا ولا مومياء وإنما هي غطاء خشبي ملون كان موجودا على تابوت لكاهنة من الأقصر غير معروف اسمها وترجع للقرن الحادي عشر قبل الميلاد، ولا يزال بعض البريطانيين يخافون من لمس هذا الغطاء أو الاقتراب منه خوفا من اللعنة والحظ السيئ.
طوبات اللعنة
هناك ما يسمى بـ”طوبات اللعنة” التي تهدف أيضا لحماية صاحب المقبرة وهي عبارة عن أربعة قوالب من الطوب اللبن توضع فوقها تماثيل تصور صاحب المقبرة في وضع أوزيري أي وضع الذراعين متقاطعين على الصدر وهو وضع شاع عن “أوزوريس” وتوزع القوالب الأربعة على أركان حجرة الدفن وعثر علي مثيلها في مقبرة الكاهنة الطبيبة “حنوت حيت” وعلى كل قالب سجل الآتي: “أنت يا من جئت لتسرق لن أسمح لك أن تسرق فأنا حامي المرحومة حنوت حيت”، ويبدو من ذلك أن سوء فهم هذا النص هو الذي أوحى للرواية والسينما بهذه الأفكار، ولم تكن نصوص اللعنة عند القدماء إلا لإخافة اللصوص.
وتمر الأيام، وفي القرن العشرين جاء “هوارد كارتر” بدعم من اللورد “كارنارفون” … واكتشف مقبرة “توت عنخ آمون” بعد 3000 سنة من موته… وذلك بعد أن استمر بحثه 5 سنوات كاملة لاكتشاف مكان قبر هذا الملك… لكن ماذا حدث له، ولمن ساعده في اكتشاف المقبرة؟ هل هي فعلا لعنة الفراعنة؟
نبتدي منين الحكاية؟
بدأت الشائعات حول لعنة الفراعنة بعد نقل كل محتويات القبر إلى متحف القاهرة حيث اعتقد أغلب الأشخاص ومن بينهم علماء الآثار الذين شاركوا في اكتشاف حضارات الفراعنة أن كهنة مصر القدماء قد صبوا لعنتهم على أي شخص يحاول نقل تلك الآثار من مكانها، وكان السبب في هذا الاعتقاد هو هبوب عاصفة رملية شديدة للغاية ثارت حول قبر توت عنخ آمون في ذلك اليوم من سنة 1922، ثم شوهد صقر يرفرف فوق المنطقة في نفس وقت فتح القبر، والصقر هو أحد الرموز المقدسة لدى الفراعنة.
بعد 5 أيام من فتح القبر لسعت باعوضة اللورد “كارنارفون” وهو عائد من عمله في القبر فالتهبت اللسعة ومات “كارنارفون” في فندق القاهرة، وانقطعت الكهرباء عن القاهرة كلها بشكل غامض في لحظة موته.
وخلال عشر سنوات مات عشرون شخصا تقريبا من الذين اشتركوا في عملية فتح المقبرة وأغلبهم مات بطريقة غير طبيعية كالجنون أو الانتحار.
وفي عام 1966 طلب من أحد مفتشي الآثار المصريين أن يرسل بعض الكنوز المستخرجة من القبر إلى باريس للعرض فحلم أن شيئا مريعا سيحدث إذا ترك الآثار تذهب.
حاول أن يوقف تلك العملية، لكن دون فائدة، وبعد آخر جلسة تم رفض طلبه فيها مشى المفتش إلى منزله فدهسته إحدى السيارات ومات.
ولكن
رغم كل هذه الحوادث إلا أن المسئول الرئيسي عن فتح القبر وهو “كارتر”… لم يحدث له أي شيء غريب حيث عاش إلى أن بلغ عمره 66 سنة ثم مات موتا طبيعيا.
وكذلك أحد الأشخاص المصريين نام في القبر ليلة اكتشافه لكي يبعد أي متطفل ولم يحدث له أي شيء.
فهل هناك بالفعل شيء اسمه لعنة الفراعنة أم هو مجرد تخيلات لبعض العلماء؟
الحقيقة فين؟
الكل يعلم أن المصريين القدماء توصلوا إلى مستويات عليا راقية في علوم الكيمياء والطب والجراحة والصيدلة والبيولوجي وطبيعة المواد والهندسة والفلك والرياضيات واللغات، وغيرها من العلوم المتقدمة. بل إنهم توصلوا إلى أسرار علمية لا نزال نلهث وراءها في كافة الأوساط العلمية مثل أسرار علم التحنيط وحفظ المواد وغيرها. فمثلا.. قليل من الناس هم الذين يعرفون أن قدماء المصريين توصلوا إلى علم الطلاء الكهربي وصنع البطاريات السائلة واستخدموها في طلاء مشغولاتهم الذهبية والفضية وحليهم ومجوهراتهم بمختلف أنواع الطلاء المعدني الكهربي! كما استخدموها في طلاء ألواح النحاس بطبقة كثيفة من الذهب لعكس ضوء الشمس من بعض منشآتهم المعمارية كرءوس المسلات وغيرها.. وكان كل ذلك ناتجا عن تقدمهم المهول في علوم الكيمياء.
ومن الكيمياء استطاع المصريون القدماء استنباط أنواع شديدة الفتك من السموم.. سواء السموم ذات المصدر الحيواني مثل سموم الأفاعي والعقارب والحشرات والزواحف السامة.. أو السموم ذات المصدر النباتي مثل الأعشاب السامة.. أو المواد الحارقة أو الأحماض أو المواد المنتجة للغازات أو الماصة للأكسجين، أو بعض المواد الإشعاعية أو الفوسفورية عالية التركيز المستخلصة من بعض الحيوانات أو الأسماك أو المعادن. لذلك فقد يكون السر في تلك الحوادث العجيبة هو ما توصل له المصريون القدماء من علوم لم نستطع اكتشاف معظمها حتى الآن مثل:
التحنيط
علم التحنيط هو نموذج مثالي لتطبيق بعض أسرار تلك العلوم المصرية القديمة.. ومعنى كلمة التحنيط أنه يجب قـتـل جميع الكائنات الحية والميكروبات والبكتريا داخل المومياء وداخل تابوت الحفظ ثم داخل غرفة الدفن ذاتها، وهو ما نجح فيه المصريون القدماء.. وهذا لا يتأتي إلا بالتجفيف التام وإحراق أي كمية للأكسجين ولو كانت ضئيلة للغاية داخل التابوت. استخدم المصريون القدماء لهذا الغرض مستحضرات كيمائية وغازية وإشعاعية غاية في التطور وإن كانت مستخلصة من مصادر بيئية بسيطة ومعروفة، وهو ما نسميه الآن بالتقنية العلمية أو التكنولوجيا!
وأشهر حوادث لعنة الفراعنة المسجلة والموثقة توثيقا علميا دقيقا والمرتبطة بالتحنيط، هو ما حدث في حوالي منتصف الستينيات من القرن الماضي عندما قامت المخابرات الروسية بتكليف مجموعة من العلماء العسكريين الروس بفتح بعض التوابيت الفرعونية التي لم تفتح من قبل والتي تم اكتشافها في محيط منطقة أهرامات الجيزة اعتقادا منهم أنها تحتوي على أجساد وجثامين فضائيين أو رواد فضاء هبطوا إلى الأرض في عصور سحيقة وتم تحنيطهم بعد وفاتهم.
قام العلماء الروس بالاستعانة ببعض من ضباطهم وجنودهم بفتح أول تابوت داخل غرفة الدفن العميقة لعدم قدرة الأوناش على الهبوط إلى الممرات الضيقة تحت الأرض ولثـقـل هذه التوابيت التي يصل بعضها إلى عشرات الأطنان.. وكانت المفاجأة الكبرى عندما فقد جميع الحضور وعيهم داخل غرفة الدفن مع الصريخ والاستغاثة مما دفع بعض ضباط المخابرات الروس إلى الاستعانة ببعض خبرائهم في الحرب الكيماوية الذين سارعوا بالدخول إلى الغرفة مرتدين حللا وكمامات واقية من الإشعاعات والغازات، وتم نقل المصابين إلى مستشفياتهم في حالة سيئة ومتدهورة للغاية ولم يعرف مصيرهم بعد ذلك!
بعد ذلك قرر العلماء الروس تكرار التجربة في تابوت آخر مع أخذ كافة الاحتياطات اللازمة للوقاية من الإشعاعات والغازات وتجهيز أجهزة علمية غاية في التقدم لقياس وتصوير مستويات الإشعاعات والغازات المنبعثة من التابوت.. وكانت المفاجأة الثانية عندما.. صوروا.. وسجلوا.. بأشعة إكس والأشعة تحت الحمراء وعدادات جايجر وغيرها من أجهزة القياس المتطورة انبعاثا إشعاعيا وغازيا وحراريا شديدا من التابوت بمجرد فتحه لدرجة أن العلماء تراجعوا للخلف بشدة رغم ارتدائهم الملابس الواقية الثقيلة، وقد تم تسجيل كل ذلك في فيلم وثائقي أذيعت أجزاء ضئيلة منه في بعض الفضائيات العالمية.
هذا بالإضافة إلى أن بعض العلماء والأطباء المصريين أصدروا ونشروا أبحاثا في القرن الماضي ذكروا فيها أنهم سجلوا بعض الإشعاعات الثقيلة المنبعثة من بعض المومياوات الفرعونية المحنطة بمستويات مختلفة الشدة.. ولكن ليس من جميعها.
هذا يعطينا فكرة أنه لابد وأن هذه الإشعاعات كانت قوية للغاية وقاتلة عندما فتحت هذه التوابيت لأول مرة في عصور سابقة، وأنه لابد وأن تكون قد حدثت حوادث موت أو مرض شديد لكثير من الأشخاص الذين قاموا بفتح هذه التوابيت لأول مرة غير مدركين لطبيعة هذه الإشعاعات وغير متخذين لأية احتياطات وقائية كما رأينا في التجربة الروسية الأولى!
من هنا أدرك البعض أن هناك لعنة حقيقية للفراعنة وأنها مؤثرة وقد تناقلتها الألسنة عبر مرور الزمن.
السموم
نجح المصريون القدماء في إنتاج بعض أنواع السموم سريعة المفعول وشديدة الفتك.. فمثلا نجدهم قد اكتشفوا أن سم حية الطريشة المصرية يستطيع أن يقتل رجلا بالغا قويا في خلال خمس ثوان على الأكثر.. وأن بخة واحدة من سم حية الكوبرا تستطيع أن تقتل أسدا بالغا قويا خلال خمس عشرة ثانية فقط! وهم يذكرون في بعض نصوصهم أنهم استطاعوا استخلاص سموم هذه الأفاعي شديدة الفتك بالإضافة إلى سموم العقارب وغيرها من الحشرات والنباتات السامة.. ومما لا شك فيه أنهم استطاعوا توظيف هذه السموم في وقاية مجوهراتهم وممتلكاتهم المحفوظة في قبورهم مما نتج عنه مصرع العديد من لصوص المقابر في العصور السحيقة التي تمتد لأكثر بكثير من عشرة آلاف عام! من هنا نجد أيضا أن أحاديث لعنة الفراعنة لا بد وأنها تستند إلى وقائع محددة وقعت لكثير من الأشخاص لكنها لم تسجل أو توثق توثيقا علميا دقيقا.
ففي أوروبا.. على سبيل المثال…. نجد أن هناك مئات من الحالات غير المسجلة قام فيها أصحابها بالتخلص مما لديهم من التحف والمجوهرات المصرية الفرعونية ببيعها إلى المتاحف المتخصصة بعدما اكتشفوا أنها تتسبب في أمراض جلدية والتهابات شديدة كما أنها تتسبب في حوادث أخرى غامضة تؤدي إلى الموت أحيانا دون سبب منطقي! واكتشف الجميع أن أفضل طريقة للاحتفاظ بكل هذه التحف هي إما تخزينها في غرف خاصة أو حفظها داخل دواليب زجاجية للعرض فقط ولكن ليس بغرض الاستعمال!
ففكرة “اللعنة” تحولت في أذهان الناس وفي كتابات كثيرة إلى مادة خصبة جدا للحكايات المشوقة والطريفة بل و”المخيفة” وهذا طبعا من الممكن أن يكون بسبب حب الإنسان لطرق المجهول مع خوفه منه، وربما يكون لضخامة إنجازات الحضارة المصرية القديمة التي لا تزال تدهشنا بسحرها وغموضها. فاللعنة الفرعونية تجمع بين وقائع لها جذور وأسباب قابلة للتفسير وبين الخيال الدرامي والشعبي الخصب.
فبعض الظواهر التي لا تزال تطرح علامات استفهام، قد نجد لها إجابة في المستقبل، وقد يجد هذه الإجابة أبناؤنا أو أحفادنا.. وقد لا يجدها أحد… من يدري؟!!