منتدي مدينة الحاج يوسف

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

3 مشترك

    الزواج السري

    ابومؤيد
    ابومؤيد
    عضو نشط


    عدد الرسائل : 166
    السكن : المايقوما شرق شارع الكلس
    اين درست الإبتدائية : التضامن الابتدائية
    مكان الاقامة : U A E
    تاريخ التسجيل : 24/10/2007

    الزواج السري Empty الزواج السري

    مُساهمة من طرف ابومؤيد الجمعة 11 يناير - 14:58


    الزواج السري منعطف اجتماعي خطير
    باحث اجتماعي: انتشار الظاهرة مؤشر على خلل في الهيكلة الاجتماعية ** طبيبة نفسية: هذا الزواج يؤدي الى صراع نفسي ومؤثرات داخلية
    الزواج السري 110200820004AMrassma
    تحقيق: سامية علي
    انتشرت في الآونة الاخيرة ظاهرة الزواج السري او «العرفي» بصورة ملفتة خاصة وسط طالبات الجامعات وترتب على ذلك الكثير من الانعكاسات السالبة بالمجتمع. وقد تباينت وجهات النظر حول الاسباب التي ادت الى هذه الظاهرة التي اعتبرها البعض دخيلة على المجتمع السوداني نتيجة لما تبثه الفضائيات اثرت على تماسك مجتمعنا وقيمنا الفاضلة.واخرون اعتبروها نتاجاً طبيعياً للوضع الاقتصادي الذي تعيشه بعض الطالبات بالجامعات. هذا التحقيق يكشف ملابسات هذه القضية التي اثرت على تماسك المجتمع.
    ? ارتباط وجداني
    في البدء كان لابد ان نلتقي الذين خاضوا تجربة الزواج العرفي لنقف على الاسباب التي دفعتهم لذلك، وما هي المشكلات التي واجهتهم عند خوض التجربة؟! وهل استطاعوا تجاوز المحنة؟ وهل تقبل المجتمع من حولهم هذا الامر؟! وما رأي الاسر في ذلك؟!
    «محمد. م. أ» اضطررت ان اخوض هذه التجربة بعد ان رفضت اسرتي الزواج من فتاة ارتبطت بها وجدانيا وتعلقت كل امال حياتي بها وحاولت اقناعهم مرات ومرات لعدة سنوات ولكن كان الرفض القاطع هو الاجابة في كل مرة.
    وعندما اغلقت ابواب الامل امامي ما كان الا ان اتزوج عرفياً.. وقبل اتخاذ هذا القرار عرضت عليّ شريكتي ان نتزوج في السر اي يعلم اهلها فقط ولكني رفضت خوفاً ان يتسرب الخبر الى اسرتي حينها سيحدث ما لا يحمد عقباه، واتفقنا ان نتزوج عرفياً وكان ذلك قبل ثلاث سنوات ولم تحدث مشكلات بيننا الا ان اهلها رفضوا اشهار الزواج وتبرأوا من ابنتهم بعد ان علموا انها حامل والآن لدينا طفلان وعلاقتنا الآن مستمرة ولن تنقطع ولن اتخلى عنها واكن لها كل احترام ولن اندم على ذلك ولن اشعرها بانها اخطأت واذا استدعى الامر واصر الاهل على الرفض فسنشهر الزواج بأمر القاضي!!
    قلنا له: كيف كان رد الفعل من قبل المجتمع؟
    قال: في السنة الاولى من الزواج لم يعرف احد بزواجنا حتى صارحت به صديقي ولم يمر وقت طويل حتى انتشر بين الاصدقاء ولكنهم لم يستنكروا الامر بل كانوا مقدرين ظروفي التي بسببها دخلت هذه التجربة.
    ألا تعتقد انها تجربة مريرة؟
    قال: لم اشعر يوما بانها مريرة او نقطة سوداء في حياتي ولكني احذر الشباب من ان يسلكوا هذا الطريق الذي دائما يكون وعراً ومليئاًِ بالمخاطر والمغامرات.
    ? معارضة الاهل
    وجهنا ذات الاسئلة إلى «هـ - ف» فظهر الحزن والكآبة على وجهها وقالت: انا لست نادمة رغم اني اعترف بأننا سلكنا طريقاً غير صحيح ما كان علينا السير فيه، ولكن واجهتنا صعوبات جعلتنا نلجأ للزواج العرفي وسردت قصتها بحزن شديد وقالت عندما ضاق بنا الحال اضطررنا للزواج العرفي ولم يعرف احد من اسرتي حتى بعد مرور عام من الزواج وعندما حدث الحمل الاول صارحت والدتي واخوتي فغضبوا غضباً شديداًِ وقرروا التخلص مني فاتصلت بزوجي وحضر واعترف بزواجه وبابنه وطلب اشهار الزواج بالرغم من ما سيترتب علينا من آثار سلبية ولكن للاسف رفض اهلي رفضاً باتاً والآن بعد ان حدث الحمل الثاني لا ادري ماذا افعل؟!.
    ? تجربة مريرة
    اما «س، م» فهي تدرس باحدى الجامعات وتسكن داخلية الطالبات بعيدا عن الاهل فتحدثت عن قصتها بألم شديد فقالت: ما كنت اتوقع اني سأخوض يوما هذه التجربة المريرة اذ ان «خ. أ» اغراني بالمال واستغل نقطة ضعفي حيث كنت احتاج لمبالغ مالية اواجه بها متطلبات الجامعة واشيائي الخاصة فهو متزوج وله اطفال ووضعه الاقتصادي جيد واغدق علي مبالغ كبيرة من المال ووفر لي كل ما احتاجه بعد ان اقنعني بالزواج العرفي واستأجر لي شقة نلتقي فيها نهاراً واحيانا ليلاً وعندما لاحظت احدى صديقاتي غيابي الواضح من الداخلية والمحاضرات خاصة وليس لي اقارب بالخرطوم صارحتها بالحقيقة وكاد يغمي عليها من هول المفاجأة.
    وقالت بحسرة: الآن هجرني واستغنى عني عندما علم بانني حامل ولا ادري ماذا افعل ونظرات زميلاتي تلاحقني حتى تركت الجامعة وانطويت على نفسي بالداخلية!
    ? فتيات معارضات
    اما اللائي لم يخضن التجربة فكان لديهن رأي آخر:
    قالت مها جمال (طالبة) لو مت جوعاً وتركت الدراسة بالجامعة لن اتزوج عرفياً وانا اعتبر من تفعل ذلك ناقصة عقل ودين وفي رأيي ان هذا الزواج غير شرعي بل هو «زنا» والابن الذي سيأتي غير شرعي.. اذن لماذا ارتكب الحرام فهو امر دخيل علينا.
    وقالت اماني الريح «موظفة» اعتقد ان الوضع الاقتصادي يلعب دورا كبيرا في تفشي هذه الظاهرة ولكنها قالت: ان كانت الاسرة احسنت تربية الفتاة فمهما ضاقت بها سبل العيش فلن تسلك هذا الطريق الخاطئ.
    وقالت لا اعتبره زواجاً لانه ينتقص لاهم الشروط «الاشهار» ومما يؤسف له انه اصبح منتشراً ومتزايداً بصورة مخيفة خاصة بين الطلاب والطالبات فبعضهم يتزوج داخل قاعة الدراسة واخرون بالكافتريات وبعضهم تحت شجرة الكلية مما يعني الاستهتار باهم رابط في الحياة واعتبرت هذه الظاهرة «منعطفاً خطيراً» في مجتمعنا يجب ان ينتبه اليه الجميع حتى لا نواجه بعدد ضخم من اطفال الشوارع!
    ? صراع نفسي
    اذاً ما رأي الطب النفسي والاجتماعي حول هذه الظاهرة؟ وهل يعتبر الذين اقدموا على خوض التجربة أسوياء؟ وكيف ينظر لهم المجتمع، وجاءت افادات د. سامية حجازي اختصاصي العلاج النفسي بمستشفى احمد قاسم بان الزواج العرفي غير مقبول اجتماعيا وهذا يجعل الممارسة تتسم بطابع «سايكوباتي» ويعرف في علم النفس بمفهوم الاقدام والاحجام وبالتالي تتأرجح مواقف الزوجة او الزوج بين الفعل ونقيضه مما يؤدي الى ضغوط نفسية وتوترات داخلية عادة ما تقود الى صراع نفسي حاد.. وهذا الصراع قد يجعل بعض الزيجات تتوقف نتيجة لتأنيب الضمير ومحاسبة الذات وبالتالي لا يستطيعون التصالح مع الصراع النفسي فيتم اخذ قرار الانفصال وهذا يعتمد على تحكم مكونات الشخصية الموروثة والمكتسبة من وسائل التنشئة الاجتماعية التي تتعرض لها الزوجات مسبقا، اما الذين يقدمون على الاستمرار ربما يكون الصراع النفسي لم يؤثر في تركيبتهم النفسية وهنا تحدث درجة عالية من التوافق والتصالح مع الصراع.
    واضافت: الزواج العرفي غير مقبول مما يجعل ممارسته تتم باكبر قدر من السرية وهي مربوطة بمخاوف كشف المستور ومخاوف اتخاذ قرار الانجاب وحتى المعاشرة عند الكثيرين تتم بمخاوف احتمالات ان يتم حمل او لا. كما ان هناك مخاوف مبهمة وغير محددة تؤدي الى حالة من القلق وقد يصاب الزوجان بامراض عضوية ذات منشأ نفسي وتعرف في الطب النفسي بـ «الاضطرابات النفسية الجسيمة» وهذه الاضطرابات تنطبق الى حد ما على الازواج بدرجة اقل من الزوجات.
    قلنا لها: هل تري ان الثقافات الوافدة وما تبثه الفضائيات لها تأثير على انتشار هذا الزواج؟.
    قالت: السلوك البشري يكتسب عن طريق التقليد والمحاكاة او الاقتداء فالفضائيات وما يسمى بالعولمة لها تأثير كبير على انتقال الزواج العرفي الى مجتمعاتنا التي تأثرت بثقافات وافدة كثيرة.
    وحول رأي البعض ان انتشار هذه الظاهرة نتيجة للمغالاة في المهور وتضييق دائرة الاختيار على الشباب قالت: لا اعتقد ان المغالاة في المهور يمكن ان تكون سبباً ليلجأ الشباب للزواج العرفي لانه توجد نماذج عديدة لشباب في مستويات مادية مختلفة حاربوا عادة المغالاة وتزوجوا بأقل تكلفة وابتعدوا عن التفاخر والتباهي.
    واكدت ان الزواج العرفي مشكلة كبيرة تواجه المجتمع وتحتاج الى جهود كبيرة لاحتوائها. فهو ظاهرة تعبر عن خلل في الهيكلة الاجتماعية وانتشارها في المجتمع بين عدم التوازن في التركيبة الاجتماعية.
    واشارت الى ان الزواج العرفي غير معترف به اجتماعياً وبازدياده تتبين الفروق والاختلالات في القيم الاجتماعية هو ما يعرف بانفصام الشخصية او «الشيزوفرينيا» ويأتي نتيجة اختلالات في الجانب الاقتصادي والاجتماعي في المجتمع. فطالبات الجامعات اللائي جئن من بيئة الريف التي تختلف من بيئة المدن وواجهن مغريات وتغيرات تتطلب وضعاً اقتصادياً واجتماعياً لابد لهن ان يجدن مخرجاً اخر المواجهة البيئة الجديدة فيلجأن للزواج العرفي.
    قلنا لها: في رأيك من المسؤول عن ازدياد معدلات هذا الزواج؟
    هذه مسؤولية يتحملها الجميع ابتداء من الاسر في طريقة التنشئة والتنمية السلوكية ومؤسسات المجتمع المدني والاجهزة الاعلامية للتوعية بمخاطر ضد الزواج ونحتاج لحزمة اصلاح اجتماعي واقتصادي من قبل الدولة بتحمل مسؤولياتها.. والاستفادة من المنتديات في الاحياء والارشاد والتوجيه وتسليط الضوء على الظاهرة ولا ننسى دور رجال الدين وائمة المساجد بنشر التوعية وتوضيح مخاطر هذا الزواج.
    ? اشباع غريزي
    ويرى د. معاذ شرفي اختصاصي علم الاجتماع ان التربية والتنشئة تلعبان دورا كبيرا في تكوين شخصية الفرد وتحدد سلوكه كما اننا اذا شغلتنا ظروف الحياة وابتعدنا عن ابنائنا فاننا نعرضهم للعزلة والوحدة مما قد يؤثر على سلوكياتهم باصطحاب رفقاء السوء، واكد ان الكثيرين يفتقدون معرفة الطرق السليمة للتنشئة، واشار الى ان الزواج العرفي الذي انتشر في الاونة الاخيرة هو اشباع غريزي لاشخاص ينقصهم الوعي والادراك بمخاطر هذا النوع من الزواج. وابان ان الظاهرة منتشرة وسط فئات غير فقيرة مما يدل انها غير مرتبطة بالاوضاع الاقتصادية بل احياناً يكونون قادرين على اكمال الزواج الشرعي ولكن غالبا ما تتسبب الاسر في لجوء الابناء لوقوع في هذا الخطأ نتيجة لرفضهم للزواج مما يترتب على ذلك الزواج العرفي.
    واشار الى ان هذه الظاهرة هي مرض نفسي معد مثل كثير من الامراض المعدية فهو منفذ اكتشفه الشباب لاشباع الغرائز الروحية والمعنوية.
    ? زواج باطل
    وتحدث الشيخ محمد علي عبد الله الامين العام لمجلس توحيد اهل القبلة وخطيب بمسجد المعراج بالطائف حول شرعية الزواج العرفي مبينا ان شرعية الاسلام حددت جملة شروط واركان ينبني على توافرها صحة عقد الزواج من بطلانه ومن اهمها والتي لا تتوافر بالزواج العرفي الاشهار وعدالة الشهود وعلم ولي الفتاة خاصة البكر كما جاء في حديث الرسول «صلى الله عليه وسلم» البكر حتى تستأذن والثيب حتى تستأمر.......» وكونها تستأمر لا يسقط شرط الاشهار، ويقول النبي «ص» «لا نكاح الا بولي» بمعنى ان اي زواج بدون علم الولي فهو باطل وفي الزواج العرفي لا يقع الامر بولي وما تحضره الفتاة ليشهد صيغة الزواج من المعارف ولا يعتبر ولياً فتسميته زواجاً لا يصح بل هو سفاح وزنا فليس في شريعة الاسلام زواج الا ما كان شرعيا في صورة محددة وضوابط معروفة.
    وقال كما ان الزواج العرفي يقع سراً فلا يتوافر فيه شرط الاشهار ودليل وجوب الاشهار قوله «ص» «فرق ما بين النكاح والسفاح ضربة دف» والمقصود هنا اظهار البهجة واشهار الزواج. ومن شروطه كذلك التي لا تتوافر في الزواج العرفي شهادة العدول وان احضر الطرفان بعضاً من اصحابها لشهود هذه الجريمة فلا يعتد بها لان العدالة لا تتوافر مع من يشهد سفاحا على هذا النحو.
    قلنا له: هل الزواج عبر القاضي في السر غير علم الاهل زواج صحيح؟.
    قال: المثول امام قاضي شرعي يحكم بشرع الله فان ما يجب عليه، التأكد من وجود الولي فان عقد الولي القاضي بعدم حضور ولي فانه قد عقد بخلاف الشرع.
    وقال: لكن يمكن ان يكون السلطان ولياً للفتاة في ثلاث حالات!
    الاولى: اذا كان الولي غير مسلم فيتولى امر زواج الفتاة المسلمة من ذوي قرابتها فان لم يوجد تولي السلطان امر زواجها.
    الثانية: في حالة عدم وجود الولي بوفاة او عجز يمنعه من تولي امر زواج الفتاة.
    الثالثة: في حالة تعسف الولي وامتناعه عن زواج وليته وخافت الفتاة على نفسها العنت.
    واضاف قائلا: والمراد من تعسف الولي ليس رفضه للمتقدم لخطبة ابنته وانما امتناعه عن تزويج ابنته باطلاق- بمعنى- انه يريد تزويجها من اي شخص كان ويرفض جميع المتقدمين الى خطبتها.
    واذا سقط شرط الولي فهذا لا يعني سقوط شرط الاشهار.
    ما هو العقاب الشرعي لهما؟ وما هي وضعية الزوجة الاولى اذا اخذنا الموضوع بنص« الزاني لا يتزوج الا زانية او مشركة».
    يعاقبون بعقوبة الزنا والتعزير ولا تطلق منه زوجته الاولى ولكن النص يتحدث عن ابتداء اذا لم يكن متزوجاً فلا يجوز له الزواج من اخرى.
    وقال ان جريمة الزنا جاء وصفها في القرآن باقبح الاوصاف التي لم ترد في غيرها من الجرائم من ذلك انها «مقت وساء سبيلا» ويمحق الزنا اهله وينزع منهم البركة ويسخط الله عز وجل ويدمر الاسر والمجتمعات ولا تجد من تزوج زواجاً عرفياً منشرح الصدر مطمئن البال وهذا من امارات كونه اثماً وذنبا عظيما، فالنبي «ص» يقول «الاثم ما حاك في النفس وكرهت ان يطلع الناس عليه».
    وهذا فتوى القلب يعظم الجرم الذي هو قائم الا ان ابتعاد الانسان عن الزنا الفاضح ومحاولة الالتفاف عليه بما يسمى بالزواج العرفي يدل على بذرة خير تحتاج الى من ينهيها ويقوي عزيمتها ويذهب عنها تلبس الشيطان لتسلك الطريقة الشرعية في الزواج. وعلى الاسر والمجتمع الراغبين بذليل الصعاب امام الراغبين في الزواج وتيسير امره فلأن تتزوج الفتاة زوجاً فقيراً معدوما هو اشرف لها ولاهلها من ان ترتكب هذه الجناية. والمجتمع وتقاليده هو المسؤول الاول عن الانحرافات السلوكية في شبابنا سواء أكان زنا فاضحاً او زنا مقنعاً.

    منقول عن صحيقة الراي العام السودانية
    الفاتح أبو شوشة
    الفاتح أبو شوشة
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد الرسائل : 197
    العمر : 50
    السكن : الحاج يوسف مربع 2
    اين درست الإبتدائية : الفاروق ـ مربع 10
    مكان الاقامة : السعودية الخبر
    تاريخ التسجيل : 30/11/2007

    الزواج السري Empty رد: الزواج السري

    مُساهمة من طرف الفاتح أبو شوشة الإثنين 28 يناير - 14:03

    الزواج العرفي ،،،، أو الزواج السري ،،،
    أعجبني جداً المقال الخاص بالزواج العرفي لأنه يمس قضية حيوية داخل مجتمعنا السوداني التقليدي ،،، وهذا الزواج الذي أنتشر بصفة كبيرة بين الشباب ،،، ولا أتحدث هنا عن الجانب الفقهي لهذا الزواج ،،،،، ولكن أذكر الأسباب الاجتماعية التي ساعدت على انتشار هذه الظاهرة بين مجتمعنا:
    1. تربية الأسرة: قبل سنوات قليلة كانت أغلب الأسر السودانية مترابطة وتحكمها أسس وعادات وتقاليد صارمة تبدأ من القبيلة ثم الأسرة الكبيرة وكبير العائلة ثم الأسرة الصغيرة التي يحكمها الأب ،،، الذي يتابع كل شئون أسرته ،،،، ومن خلفه الأم ثم الأخ الكبير ثم ،،، ثم ،،، ولكن أين هذا الترابط الآن وأين هذه التربية الواعية الصحيحة الآن !!!!!! علماً بأن الفتي أو الفتاة الذي يخرج من أسرة صالحة حسنة التربية لن يصل لهذا الزواج مهما تداعت عليه الأسباب.
    2. القنوات القضائية: دخلت علينا العديد من القنوات الفضائية لداخل بيوتنا بدون استئذان حاملة معها العديد من العادات وأنماط الحياة لمجتمعات مختلفة كثيراً عنا وأصبحت هي المربى الأول للأطفال والشباب و حتى للأباء والأمهات ،،، وأصبحت الأسرة لا تجتمع إلا حول التلفاز !!!!! ولكن أغلب شبابنا وفتياتنا لم يأخذ إلا الاسوء من هذه الفضائيات ،،،، ومش حتقدر تقمض عينيك!!!!!!!!!!
    3. التباعد والتفكك الأسري: في العقد الأخير كان التباعد الأسري من أهم الظواهر السالبة في مجتمعاتنا ومن مظاهرة:
    أ‌. اغتراب الأزواج عن أسرهم وأطفالهم للبحث عن رزق وحياة أفضل لهذه الأسرة ،،، مما أدي لان تكون مسؤولية تربية الشباب والفتيات على عاتق الأم وحدها،،، وهل تستطيع المرأة مهما اجتهدت أن تسيطر على شباب وفتيات في طور المراهقة ؟؟؟؟؟؟؟
    ب‌. الأحوال الاقتصادية: وهي أس البلاء في بلادنا !!!!! وهي التي جعلت الأب يعمل طوال اليوم ويرجع مهدود الحيل ولا يلتفت لمتابعة أبنائه !!!!! وهي التي جعلت الأم تخرج من البيت للعمل لمساعدة الأب وتترك الأبناء جزء كبير من اليوم دون متابعة!!!!! وهي التي جعلت الفتيات يخرجون للعمل مساعدة للأسرة ويظلون أغلب ساعات اليوم خارج البيت.
    ت‌. الجامعات : وهي أيضاً برغم الايجابيات الكثيرة لها ولكن ترحل العديد من الفتيات إلى الولايات وكذلك العدد الأعم من الولايات المختلفة إلى جامعات العاصمة !!!!!!!! ومن ثم تأتي مشاكل مصاريفهم وكذلك حريتهم ثم تحركهم وهن بعيدات عن أسرهم ثم صداقاتهم ثم علاقاتهم و و و و و و
    ث‌. فقدان الوازع الديني : وهو جزء من التربية الصحيحة للأبناء منذ الصغر ،،، ومن يتربى ويقوم على أسس دينية صحيحة أيضاً لن ينجرف وراء هذا الزواج.
    4. عادات الزواج السودانية : وتكاليفها الباهظة بالنسبة للشباب ، وتمسك أولياء أمور الشباب وبالأخص الأمهات بهذه العادات من غلاء في المهور ومتطلبات العرس!!!! مما جعل الشباب يعزفون عن الجواز التقليدي وينجرفون وراء هذه المسميات الجديدة !!!!!!!و جعل الفتيات يصرخن بأعلى صوتهم، ( إن شاء الله راجل مراة !!!!! ).
    5. تأخر سن الزواج: كذلك تأخر سن الزواج بالنسبة للمجتمع السوداني !!!!!! فمتوسط سن الزواج للشاب السوداني من 30 إلى 40 سنة وربما أكثر !!!! والفتاة من 20 إلى 30 سنة وربما أكثر !!!!!! فكيف تقضى هذه الغريزة الجنسية للشباب والفتيات حتى يتزوجون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل من مجيب!!!!!!
    ـــــــــــــــــــــــــ
    كل ما ذكر أعلاه أسباب وعوامل معروفة للجميع ، ولكن نجد أن العامل الأهم للحفاظ على أخواننا وأخواتنا هو ( التربية الأسرية ) الصحيحة منذ الصغر !!!!!!! ................. وللحديث بقية
    الخبير
    الخبير
    مشرف قسم
    مشرف قسم


    عدد الرسائل : 310
    السكن : الحاج يوسف المايقوما مربع 4
    مكان الاقامة : السعودية ـــ الرياض
    تاريخ التسجيل : 14/11/2007

    الزواج السري Empty رد: الزواج السري

    مُساهمة من طرف الخبير الأربعاء 30 يناير - 1:44

    ظاهرة جديدة وخطيرة تتشكل حاليـًا في بعض مجتمعات المسلمين وخطورتها أنها تتشكل في الخفاء ، فلم يعلم بها أكثر الناس الذين من الممكن أن تأخذهم على غرة ، وتنالهم من حيث لا يحتسبون في أعز ما يملكون ، فهي تختص بالأعراض المصونة والحرمات المكنونة ، والأشد خطورة أنها تتم بالمكر والخداع والتحايل على الشرع وتحاول إضفاء صفة الشرعية على ما ليس كذلك ، وسبب ذلك الجهل بأحكام الدين الحنيف أو الجرأة على حدوده ، ومع الجري وراء قناع زائل وشهوة مؤقتة ، والفرار من مسؤوليات اجتماعية مقدمة يتم إلباس الباطل ثوب الحق للتوصل إلى المحرمات باسم ما شرع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
    زواج شرعي أم بغاء
    هذه الظاهرة الخطيرة يقوم بها العديد من الشباب جهلاً بالدين أو تجرؤأ عليه ، وإقناع الشابات بالزواج سراً سببه الاختلاط الذي يعيش فيه كثير من الناس في أماكن التعليم والعمل والتثقيف والترفيه ، يسعى كثير من شياطين الإنس إلى التغرير بالبنات ، فيترصد الشاب للشابة كما يترصد السبع لفريسته ، ويوهم الشاب الفتاة أنه يحبها ويريد أن يتزوجها ، وأن ما يمنع من ذلك هو ضيق ذات اليد عن أن يتقدم في الحال لأهلها طالبـًا إياها .
    ومع اللقاءات المتكررة يؤثر الشاب على عواطف من يوقعها سوء حظها فريسة في طريقه ، ويتفنن في إثارتها وما اجتمع رجل وامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما ، ويدعي لها أنه يمكن أن يتزوجها في السر زواجـًا عرفيـًا - كما يسمى في بعض الأقطار العربية - أي بلا وثيقة رسمية مسجلة ، وعلى هذا يتم العقد دون علم من أهل الفتاة أو من أهل الفتى ، ولا يجري أي إعلان أو إشهار ، وقد لا يحدد مهر ، ولا يقام حفل زفاف ولا وليمة ، أو مسكن للزوجين ولا أثاث !
    وسبب ذلك خديعة البنات في هذا الأمر هو أن الشاب يقنعها بأنه زواج شرعي لا شبهة فيه ، وأنهما سيظلان على هذه الحال حتى تيسر له مؤونة النكاح ، فيتقدم لأهلها رسميـًا ، ويتم الزواج رسميـًا دون أن يدري الأهل بما سبق وجرى من عقد .
    ويتوصل الشاب بهذا إلى معاشرة الفتاة وكأنها زوجة ، حيث يلتقيان في أماكن مخصوصة وأوقات معلومة ، ويحرصان مع ذلك على الاحتياط حتى لا يتم حمل يكشف للأهلين الخديعة التي تجري من وراء ظهورهم ، وهم عنها غافلون .
    ولم يقف الأمر عند هذا ، فمع اعتقاد بعض الشباب أن زواجه هذا شرعي ، يبقى يغرر بمزيد من الفتيات ، فيتزوج في السر مثنى وثلاث ورباع ، وكل واحدة منهن لا تدري من الأخرى شيئـًا ، فإذا ما عرف هذا المجترىء على دين الله فتاة جديدة ، سرح إحداهن بغير إحسان ليعقد على الجديدة ، وربما تجرأ بعضهم فعقد بهذه الطريقة على ما هو أكثر من أربع ، ما دام الأمر لا يكلفه إلا دراهم معدودات .
    وماذا يحدث بعد ذلك ؟ إن غالب هؤلاء الشباب لا يصدق في وعده ، ولا يأتي اليوم الذي يتقدم فيه لأهل الفتاة ، وهنا تصير هي رهينة لهذه العلاقة الآثمة ، وإذا رأت أن الشاب قد خدعها ،وحطم حياتها ، فإنها ستجد نفسها مدفوعة إلى درك أكثر سوءاً وربما تنتقل العدوى إلى أخرى بالطريقة نفسها ، ويستمر منحدر السقوط حتى يعتاد هذا الفريق من الناس أن يعقد كل سنة ، بل كل شهر أو أسبوع زواجـًا سريـًا جديداً ، ويحسبونه هينـًا ، وهو عند الله عظيم .
    وقد فتح هذا الزواج السري الباب واسعـًا أمام بعض البنات الصغيرات اللواتي هنّ في سن لا يكاد يصدق ، سن ما قبل السادسة عشرة أو ما بعدها ، يستمرىء هؤلاء الزواج السري مرات ومرات جريـًا وراء الشهوات والأموال ، فإذا تركها واحد من أخدانها بحثت هي عن آخر ، دون أن تسمع عن شيء اسمه عدة المطلقة ، وكيف تسمع والزواج بالأصل باطل ، والأهل عنها لاهون ، على حين أنها تمتهن كرامتها وكرامتهم ، وتصير مضغة في الأفواه ، وتعتاد هذا النوع من الزواج البغائي ، مما يستوجب من أولي الأمر سن قانون يعاقب على هذه الجريمة التي لم تعرفها مجتمعاتنا من قبل .
    وأن بعضهم قد وقع في براثن هذا الزواج السري بحسن نية ، وبعضهم يمكن أن يقع فيه بحسن نية كذلك ، لذا يجب أن نتفرغ وسعنا لكي نبين لماذا لا يعد هذا الزواج السري زواجـًا شرعيـًا ؟ .
    الزواج نظام اجتماعي
    إن الزواج في روحه نظام اجتماعي يرقى بالإنسان من الدائرة الحيوانية والشهوات المادية إلى العلاقة الروحية ، ويرتفع به من عزلة الوحدة والانفراد إلى أحضان السعادة وأنس الاجتماع ، وهو عقد ارتباط مقدس بين رجل وامرأة يمضيه الشرع ويباركه الله تعالى ، ولا ينبغي أن يصير مادة للعبث أو المخاطرة والمغامرة ، واللعب بالدين والشرع ، بل الواجب أن يؤدي إلى حياة استقرار ومعاشرة بالمعروف ، وبناء أسرة بالمودة والرحمة ، وتأسيس بيت مسلم يقوم على تربية ذرية مسلمة تعبد الله سبحانه وتحفظ حدوده ، وتنصر دينه .
    ولكنا لا نجد شيئـًا من ذلك في الزواج السري ، فلا ألفة بين أسرتين ، ولا إذن لولي ، ولا مهر ولا نفقة ، ولا مسكن ولا متاع ، ولا أسرة ولا أولاد ، ولا حياة مشتركة ولا قوامة للرجل ، ولا طاعة من المرأة ، ولا علم بين الناس ، ولا يجري التوارث بين الخليلين ... مما يجعلنا نجزم بأن هذا لا يعد زواجـًا عرفيـًا كما يدعون ، ولا شرعيـًا كما يريد الله تعالى .
    لقد أمر الله سبحانه في النكاح بأن يميز عن السفاح والبغاء ، فقال تعالى : (فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان) [النساء:25] ، وقال جل شأنه : (والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان) [المائدة:5] ، فأمر بالولي والشهود والمهر والعقد ، والإعلان ، وشرع فيه الضرب بالدف والوليمة الموجبة لشهرته .
    لا نكاح إلا بولي
    ليس للمرأة أن تنفرد بتزويج نفسها من دون رأي أهلها ، وليس لولي المرأة أن يتولى إتمام العقد وإنجازه دون استشارتها ، فالإسلام يتوسط في ذلك ، فيحرص على المشاركة بين المرأة ووليها وأهلها ، فللمرأة أن تعرب عن رغبتها ولا تكره على الزواج أبداً ، وولي المرأة يتولى إبرام العقد وإتمامه بعد إذنها ، وبذلك لا يستقل أي منهما بالعقد ، فالمرأة لا تنفرد بتزويج نفسها دون أهلها ، ولا وليها ينفرد بتزويجها دون رأيها ، وليس في هذا حجر على حرية المرأة في الاختيار ، ولكنه حرص على تحقيق الاطمئنان الكامل في الحياة الزوجية وضمان المشاركة والمصاهرة بين أسرتين بعلائق قوية ودية يشهدها ويباركها .
    والزواج ليس علاقة بين الرجل والمرأة تنشأ في فراغ اجتماعي ، ولكنه علاقة بين أسرتين وعائلتين قائمة بالمودة والرحمة والتناصر ، فيكون منع المرأة من الاستقلال بالعقد رعاية لحق أسرتها في أن تكون العلاقة الزوجية سببـًا في توطيد أواصر المودة بين أسرة الرجل وأسرة المرأة ، ويضاف إلى هذا أن النصوص عن الكتاب والسنة لا تدل قطعـًا على حق المرأة في الاستقلال بالعقد ، إن من تكريم الإسلام للمرأة منحها حقها في اختيار زوجها ، ولكن ليس ذلك في السر أو من وراء أسرتها ، وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم تبين كيف تكون المشاركة في الاختيار ، ومن ذلك مارواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [لا تنكح الأيم حتى تستأمر ، ولا تنكح البكر حتى تستأذن] قالوا : يا رسول الله ! وكيف إذنها ؟ قال : [أن تسكت] .
    وإذا رفضت المرأة رجلاً فليس لوليها أن يكرهها على الزواج منه لقوله صلى الله عليه وسلم فيما
    رواه مسلم : [الأيم أحق بنفسها من وليها ، والبكر تستأمر ، وإذنها سكوتها] وليس معنى أنها أحق بنفسها أن وليها لا حق له ، بل له حق ، ولكنها أحق عند المفاضلة إذا تعارضا بالقبول والرفض .
    وروى أحمد وأبو داود وابن ماجه عن ابن عباس أن جارية بكراً أتت النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكرت أن أباها زوّجها وهي كارهة ، فخيرها النبي صلى الله عليه وسلم .
    والسنة تبيّن أن النكاح بلا ولي باطل قطعـًا ، ومن ذلك ما رواه ابن حبان والحاكم وصححاه عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [لا نكاح إلا بولي] وروى ابن حبان والحاكم أيضـًا وغيرهما عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال [أيما امراة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل ، فنكاحها باطل ، بنكاحها باطل ، فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها ، فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له] .
    ومنه أيضـًا ما روه ابن ماجه والدارقطني بإسناد رجاله ثقات عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : [لا تزوج المرأة المرأة ، ولا تزوج المرأة نفسها] وروى مالك في الموطأ عن عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، أنه قال : "لا تنكح المرأة إلا بإذن وليها ، أو ذي الرأي من أهلها ، أو السلطان" .
    الإشهاد والإعلان
    الغرض من الإشهاد في الزواج هو الإشهار ، فإذا اتفق من يريدان الزواج مع الشهود على كتمان أمر زواجهما يقضي ذلك على العقد بعدم الصحة ، لأن كتمان الزواج قام مقام عدة الشهادة ، أو ألغى الهدف منها .
    وأوجب الإسلام إعلان النكاح ، وندب إلى إشهاره بالضرب على الدفوف وإظهار الفرح والسرور ، والإحتفال به ومشاركة كل من أسرتي الزوج والزوجة ، فقد روى الترمذي عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [أعلنوا النكاح ، واجعلوه في المساجد ، واضربوا عليه بالدفوف] .
    ومن الأحاديث التي تنص على وجوب الإعلان كذلك ما رواه الإمام أحمد وصححه الحاكم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [أعلنوا النكاح] ، وما رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه عن محمد بن حاطب الجمحي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [فصل ما بين الحلال والحرام الصوت والدف في النكاح] .
    ويفرّق الإمام ابن القيم بين الزواج الشرعي والزوج الباطل بقوله "وشَرَط في النكاح شروطـًا زائدة على مجرد العقد ، فقطع عنه شبه بعض أنواع السفاح بها ، كاشتراط إعلانه ، إما بالشهادة ، أو بترك الكتمان ، أو بهما معـًا ، واشترط الولي ، ومنع المرأة أن تليه ، وندب إلى إظهاره ، حتى استحب فيه الدف والصوت والوليمة ، وأوجب فيه المهر ، ومنع هبة المرأة نفسها لغير النبي صلى الله عليه وسلم وسر ذلك : أن في ضد ذلك والإخلال به ذريعة إلى وقوع السفاح بصورة النكاح ، كما في الأثر : "المرأة لا تزوج نفسها ، فإن الزانية هي التي تزوج نفسها" ، فإنه لا تساء زانية تقول : زوجتك نفسي بكذا سراً من وليها ، بغير شهود ولا إعلان ، ولا وليمة ، ولا دف ، ولا صوت ، إلا فعلت ، ومعلوم قطعـًا أن مفسدة الزنى لا تنتفي بقولها : أنكحتك نفسي ، أو زوجتك نفسي ، أو أبحتك مني كذا وكذا ، فلو انتفت مفسدة الزنى بذلك لكان هذا من أيسر الأمور عليها وعلى الرجل ، فعظم الشارع أمر هذا العقد ، وسد الذريعة إلى مشابهة الزنى بكل طريق" أ . هـ .
    عقد مؤقت وزنى مقنع
    يتفق الطرفان في هذا النكاح وقت إبرامه على أنه مؤقت إلى حين أن يتيسر للرجل التقدم لأهل المرأة ، وليتم الزواج رسميـًا بمعرفتهم ، وبهذا تعد نية الزواج الأول مؤقتة ، وكثيراً ما يعرض للطرفين عارض يحول دون نية الإعلان الرسمي للزواج مستقبلاً ، فلا يتقدم الرجل للمرأة .
    وكثير من الشباب المخادع استغل جهل البنات وهو لا يقصد زواجـًا ، ولا هو في نيته بل يريد أن يعقد عقداً لا يقصده ليتمكن من الإستمتاع بالفتيات دون أن يتحمل مسؤوليات الزواج الشرعي ، وهذا نكاح لا يقع لأنه ليس مقصوداً ولا معقوداً في النية مثل نكاح المحلل حيث المحلل عقد عقداً لا يقصده ولا ينتويه حقيقة لذا حكم الشرع ببطلانه .
    بل إن هذا الزواج طريقة خفية يتوصل بها إلى ما هو محرم في نفسه ، وهو الزنى ، ولأن المقصود بها محرم باتفاق المسلمين ، فهي حرام كذلك ، وسالكها فاجر ظالم آثم ، وكونه يسعى إلى ذلك متخفيـًا مخاتلاً أشد ظلمـًا وإثمـًا ، فشره يصل إلى الأسر الآمنة ، ويضر الأعراض المصونة من حيث لا تشعر ، ولا يمكن الاحتراز عنه ، ولهذا أمر الشرع بقطع يد السارق لأنه يستخفي بجرمه ، على حين لم يأمر بقطع يد المنتهب والمختلس ، ولذلك أيضـًا من قتل غيلة يقتل ، وإن قتل من لا يكافئه ، وكذلك من جحد شيئـًا استعاره وأنكره ، تقطع يده لعدم إمكان التحرز منه ، ولأنه يعد سارقـًا .
    وهذا النكاح الغريب لم يعرفه العرب في الجاهلية لأنهم كانوا أهل نخوة ورجولة ، ولم يشرع في الإسلام ولا وجود له في حياة المسلمين ، ولم نر قبل اليوم أناسـًا يسعون للزواج سراً وخفية ، بل يطلب الناس الزواج إعلانـًا وإشهاراً ، واجتماعـًا ومصاهرة ، ولا نظن أحداً يرضى هذا النكاح لا أخته ، أو لإبنته ولا حتى لإبنه ، لأنه خروج على الفطرة السليمة ، ومقاصد الاجتماع الإنساني ، ومحادة للدين والأخلاق القويمة ، بل هو مكر وخداع واستهزاء بآيات الله ، ولعب بالشريعة ، وتحليل للمحرمات ، وانتهاك للمحرمات يأباه العقلاء ، ويتخذه غير المسلمين موجبـًا للطعن في الدين الحنيف والنيل منه ، ومن البيّن أن الإسلام بريء من كل هذه المحدثات التي تشبه حيل اليهود في تحليل الحرام ، ولأننا نرى كثيراً من الشباب والشابات يقعون في هذه الشراك المنصوبة ، لذا كان واجبـًا أن يبذل الدعاة والمربون والعلماء جهودهم لبيان وجه الحق ، وللإنكار على المجترئين والمخادعين والضالين ، ولمعالجة الأسباب التي أوجدت هذه الظاهرة ، ليهلك من هلك عن بينة ، ويحيا من حيّ عن بينة .

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 25 نوفمبر - 19:04